هل لديك أي أسئلة؟
0509997635

شروط واجراءات إفلاس الشركات في النظام السعودي

إفلاس الشركات في النظام السعودي | الشروط والإجراءات

يمر عالم الأعمال بعدد من التحديات المالية والقانونية، وقد تواجه الشركات في بعض الأحيان ظروفًا قاهرة تؤثر على قدرتها في سداد ديونها أو الوفاء بالتزاماتها. وهنا تبرز إجراءات إفلاس الشركات كأداة قانونية لتنظيم هذه الحالة بطريقة تحفظ الحقوق وتقلل من الأضرار.

أصدر المشرع السعودي نظام الإفلاس الجديد بهدف توفير إطار قانوني حديث ومتوازن يساعد في معالجة حالات التعثر المالي للشركات وفق أفضل المعايير الدولية. سنتناول في هذا المقال إفلاس الشركات في النظام السعودي، مع توضيح الشروط، الإجراءات، الوثائق، مزاياه وعيوبه، وأهمية الاستعانة بمحامٍ مختص في هذا المجال.

معنى إفلاس الشركات

يعرف نظام إفلاس الشركات بأنه حالة قانونية تنشأ عندما تعجز الشركة عن الوفاء بالتزاماتها المالية تجاه دائنيها، إما بسبب توقفها عن الدفع، أو تجاوز مجموع ديونها لقيمة أصولها. ويهدف نظام الإفلاس إلى تنظيم العلاقة بين المدين (الشركة) والدائنين بشكل يضمن العدالة ويتيح إمكانية استمرارية النشاط أو تصفية الأصول حسب ما تقتضيه الحالة.

ويجب التفريق بين الإفلاس القانوني الذي يصدر بحكم قضائي، وبين التعثر المالي المؤقت الذي قد تعانيه بعض الشركات لفترة محددة دون أن ينطبق عليها وصف الإفلاس.

اللائحة التنفيذية لنظام إفلاس الشركات في القانون السعودي

صدرت اللائحة التنفيذية لنظام الإفلاس بموجب قرار وزير التجارة والاستثمار (سابقًا)، لتفصيل الإجراءات والضوابط التي نص عليها نظام الإفلاس الصادر بالمرسوم الملكي رقم (م/50) وتاريخ 28/05/1439هـ.

تشمل اللائحة الأحكام المتعلقة بـ:

  • إجراءات التسوية الوقائية.
  • إعادة التنظيم المالي.
  • التصفية.
  • التنظيمات الخاصة بالتصفية الإدارية.
  • شروط قبول الطلبات.
  • حقوق الدائنين.
  • صلاحيات الأمناء والمراقبين القضائيين.

وتمنح اللائحة مزيدًا من الوضوح القانوني والمرونة في تنفيذ النظام، مما يساهم في تشجيع بيئة الأعمال وتعزيز حماية المستثمرين.

يوفر النظام آليات رادعة لحماية حقوق العمال عند إفلاس الشركات، فإذا واجهت شركتك صعوبات مالية وتخشى ضياع مستحقاتك، اطلع على دليلنا الشامل لحقوق العمال عند إفلاس الشركات لمعرفة الخطوات والإجراءات اللازمة لاسترداد حقوقك.

شروط إفلاس الشركات في النظام السعودي

لا يمكن لأي شركة إعلان الإفلاس إلا بعد توافر شروط محددة نص عليها النظام، وهي كالتالي:

  1. توقف المدين عن سداد الديون المستحقة: يجب أن يكون هناك تخلف فعلي عن السداد وليس مجرد توقع للعجز المستقبلي.
  2. تجاوز الديون لقيمة الأصول: أي أن الشركة مدينة بمبالغ تفوق ما تمتلكه من أصول قابلة للتصفية.
  3. النية في اللجوء لإجراءات الإفلاس: ينبغي أن يكون الطلب مبنيًا على الرغبة في تطبيق أحد إجراءات النظام، وليس مجرد تهرب من الدائنين.
  4. أن يكون المدين ممن يشمله النظام: يشمل النظام الشركات، المؤسسات الفردية ذات النشاط الاقتصادي، وبعض فئات الأفراد التجار.
  5. عدم وجود إجراءات قائمة تمنع البدء في الإفلاس: مثل خضوع الشركة للحراسة القضائية أو التصفية خارج النظام.

وتُدرس هذه الشروط من قبل المحكمة المختصة عند تقديم طلب افتتاح إجراء الإفلاس.

إجراءات الإفلاس في النظام السعودي

حدد نظام الإفلاس السعودي عدة إجراءات يمكن اتباعها حسب طبيعة الحالة المالية للشركة، وهي:

1.التسوية الوقائية

  • تهدف إلى تسوية الديون دون المساس بإدارة الشركة.
  • يُشترط أن لا تكون الشركة متوقفة عن الدفع.
  • يتم اقتراح خطة لإعادة الهيكلة بالتفاوض مع الدائنين.

2.إعادة التنظيم المالي

  • تُستخدم إذا كانت الشركة متعثرة أو على وشك التعثر.
  • يُعيّن أمين لتنظيم العلاقة بين الشركة والدائنين.
  • يُعتمد على خطة مفصلة لإعادة الهيكلة من المحكمة.

3.التصفية

  • في حال فقدان الأمل في استمرار النشاط.
  • يتم بيع أصول الشركة لسداد الديون.
  • تُوزع العوائد حسب الأولوية بين الدائنين.

4.التصفية الإدارية

  • تُطبق على الشركات الصغيرة أو المهملة.
  • تتم من قبل لجنة الإفلاس دون اللجوء للقضاء.

كل إجراء يتطلب تقديم طلب للمحكمة المختصة وفق ضوابط محددة.

الوثائق والمستندات المطلوبة لإعلان الإفلاس

عند تقديم طلب افتتاح إجراء الإفلاس، يجب إرفاق عدد من الوثائق التي تثبت حالة الشركة، وهي:

  • طلب رسمي موقّع من الممثل النظامي.
  • القوائم المالية المدققة لآخر سنة مالية.
  • بيان تفصيلي بالديون وأسماء الدائنين.
  • سجل الأصول والممتلكات التابعة للشركة.
  • سجل الدعاوى القضائية المرفوعة من أو ضد الشركة.
  • مستندات إثبات التوقف عن الدفع (مثل إشعارات البنوك).
  • خطة مبدئية لإعادة التنظيم أو التسوية (إن وجدت).

تُقدم هذه المستندات إلكترونيًا عبر بوابة “إفلاس” أو لدى المحكمة التجارية المختصة.

احصل علي استشارة من خبراء

inline form blog post

شرح نظام الإفلاس الجديد

يُعد نظام الإفلاس الجديد في السعودية نقلة نوعية في تنظيم الإجراءات المالية للمؤسسات والشركات المتعثرة. ويهدف إلى:

  • تحقيق التوازن بين مصالح المدين والدائنين.
  • الحد من حالات التصفية التعسفية.
  • تشجيع إعادة هيكلة الكيانات المتعثرة بدلًا من إفلاسها.
  • تعزيز ثقة المستثمرين والتمويل البنكي.

كما يتضمن النظام آليات فعالة لحماية حقوق العمال، وتحقيق العدالة في توزيع الأصول، وتمكين أصحاب المصالح من المشاركة في اتخاذ القرار بشأن مستقبل الشركة.

هيئة الخبراء ودورها في تطوير نظام الإفلاس في السعودية

تلعب هيئة الخبراء بمجلس الوزراء دورًا محوريًا في صياغة وتحديث الأنظمة القانونية في المملكة العربية السعودية، ومن أبرز تلك الأنظمة “نظام الإفلاس السعودي”. وتُعنى الهيئة بمراجعة النظام بشكل مستمر لضمان توافقه مع التحولات الاقتصادية المحلية والدولية، في سياق يدعم مستهدفات رؤية السعودية 2030 نحو اقتصاد مزدهر.

المهام الرئيسية لهيئة الخبراء في مجال الإفلاس

  • صياغة الأنظمة وتعديلها: تتولى الهيئة إعداد نظام الإفلاس وتحديثه بما ينسجم مع البيئة التشريعية والاقتصادية في المملكة، إلى جانب مراجعة الأنظمة الأخرى ذات العلاقة بالنشاط التجاري والمالي.
  • مراجعات دورية: تعمل الهيئة على مراجعة نظام الإفلاس بصورة دورية، للتأكد من ملاءمته للمستجدات القانونية والاقتصادية، سواء داخليًا أو دوليًا.
  • التعاون مع الجهات ذات العلاقة: تبادر الهيئة بالتنسيق مع مختلف الجهات الحكومية والقطاعات الخاصة، لضمان أن النظام يلبي احتياجات الأطراف كافة، ويوازن بين مصالح الدائنين ومصالح المنشآت المتعثرة.
  • تعزيز الاستقرار في السوق: من خلال تنظيم إجراءات الإفلاس والإشراف عليها، تسهم الهيئة في تحقيق بيئة تجارية أكثر استقرارًا وشفافية.
  • دعم ثقة المستثمرين: بفضل الأطر القانونية الحديثة المتوافقة مع المعايير الدولية، يعزز النظام ثقة المستثمرين سواء من داخل المملكة أو من خارجها، ما يسهم في جذب رؤوس الأموال وتنشيط الاقتصاد المحلي

مميزات إعلان الإفلاس

رغم الصورة السلبية المرتبطة بإعلان الإفلاس، إلا أن له العديد من الفوائد النظامية والتنظيمية، منها:

  1. إيقاف المطالبات الفردية من الدائنين بمجرد افتتاح الإجراء.
  2. حماية أصول الشركة من الحجز أو البيع العشوائي.
  3. تنظيم عملية السداد بشكل منصف.
  4. إتاحة الفرصة لإعادة الهيكلة والاستمرار في النشاط.
  5. حماية مديري الشركة من المسؤولية الشخصية إذا أُعلن الإفلاس وفق النظام.
  6. تعزيز ثقة الجهات التمويلية لوجود إطار قانوني واضح.

عيوب إعلان الإفلاس

رغم المزايا، إلا أن الإفلاس له بعض العيوب التي يجب الانتباه لها، ومنها:

  1. تأثيره السلبي على سمعة الشركة في السوق.
  2. احتمال فقدان السيطرة على إدارة الشركة لصالح الأمين القضائي.
  3. قيود على التصرف في الأصول.
  4. خضوع المديرين للمساءلة في حال الإهمال أو الإضرار المتعمد.
  5. انكشاف القوائم المالية والبيانات أمام المحكمة والدائنين.

أهمية الاستعانة بمحامي متخصص في إفلاس الشركات

تُعد قضايا إفلاس الشركات من القضايا ذات الطابع الفني والقانوني المعقد، لذا فإن الاستعانة بمحامٍ متخصص أمر حاسم في جميع المراحل، ابتداءً من تقديم الطلب حتى إنهاء الإجراءات.

المحامي المختص يمكنه:

  • تقييم الوضع المالي والقانوني قبل إعلان الإفلاس.
  • تحديد الإجراء الأنسب (تسوية أو إعادة تنظيم أو تصفية).
  • إعداد الوثائق القانونية وتقديم الطلبات للمحكمة.
  • تمثيل الشركة أمام لجنة الإفلاس والدائنين.
  • حماية المديرين من المسؤوليات المحتملة.
  • تقديم الدعم القانوني خلال الاجتماعات والمفاوضات.

الأسئلة الشائعة

هل إعلان الإفلاس يسقط الديون؟

لا، إعلان الإفلاس لا يؤدي تلقائيًا إلى إسقاط الديون، وإنما يُعاد تنظيمها بحسب نوع الإجراء:

  • في التسوية وإعادة التنظيم: قد تُخفض أو تؤجل الديون.
  • في التصفية: تُسدد الديون من الأصول وفق أولوية محددة.

وبالتالي فإن الدين لا يسقط، بل يُعاد ترتيبه ضمن الإجراء القضائي.

كيف يتم إعلان إفلاس الشركات؟

يتم إعلان الإفلاس من خلال:

  1. تقديم طلب رسمي إلى المحكمة التجارية المختصة.
  2. إرفاق الوثائق المطلوبة.
  3. دراسة الطلب من قبل المحكمة والتأكد من توفر الشروط.
  4. افتتاح إجراء الإفلاس وإسناد المهمة إلى أمين أو مراقب قضائي.
  5. نشر الإعلان في الصحف الرسمية لإعلام الدائنين.
  6. تنفيذ الإجراء (تسوية – إعادة تنظيم – تصفية).

ماذا يحدث بعد إعلان الإفلاس؟

  • يتم تجميد المطالبات الفردية.
  • تُمنع الشركة من التصرف بأصولها دون إذن.
  • يبدأ الأمين القضائي بإعداد قائمة الدائنين والأصول.
  • تُعرض خطة التسوية أو التنظيم على المحكمة.
  • في حال التصفية، تُباع الأصول وتُوزع العوائد.

ما هي أنواع الإفلاس في النظام السعودي؟

يشمل النظام السعودي ثلاثة أنواع رئيسية من الإفلاس:

  1. التسوية الوقائية: قبل التوقف عن الدفع.
  2. إعادة التنظيم المالي: بعد التوقف عن الدفع ولكن مع إمكانية الاستمرار.
  3. التصفية: في حال استحالة استمرار النشاط.

ما هو الفرق بين الإفلاس والتقليس؟

  • الإفلاس: إجراء قانوني يتم عبر المحكمة، يهدف لمعالجة العجز المالي.
  • التقليس (أو التصفية العادية): عملية اختيارية لإنهاء النشاط دون الحاجة لثبوت العجز المالي.

التقليس يتم بإرادة الشركاء، بينما الإفلاس يصدر بحكم قضائي.

هل إعلان الإفلاس يسقط الضرائب؟

لا، لا يُسقط إعلان الإفلاس الالتزامات الضريبية، ولكن:

  • تُدرج الضرائب ضمن قائمة الديون المستحقة.
  • تعامل الزكاة والضرائب كديون ممتازة ذات أولوية في السداد.
  • لا تسقط إلا في حال تعذر السداد الكامل بعد التصفية.

خطواتك الأخيرة تصنع الفارق: لا تُعلن إفلاس شركتك دون استشارة قانونية متخصصة

يمثل نظام الإفلاس السعودي إطارًا قانونيًا متكاملًا لتنظيم أوضاع الشركات المتعثرة، بما يحفظ مصالح جميع الأطراف ويتيح فرصًا حقيقية للتعافي أو التصفية المنظمة. ولكون الإجراءات معقدة وتحتاج لخبرة فنية، فإن الاستعانة بمحامٍ مختص يُعد خيارًا حتميًا لتفادي الأخطاء المكلفة وضمان استمرارية الأعمال أو إغلاقها بشكل قانوني سليم.

إذا كانت شركتك تمر بضائقة مالية، لا تتردد في طلب استشارة قانونية، فقد تكون بداية لحل منظم ومشروع يحفظ لك حقوقك وسمعتك في السوق.

أضف تعليق

مقالات اكثر

يُعد استئناف الحكم القضائي أحد أهم الحقوق المكفولة في النظام القضائي السعودي، ويُمثل الضمانة الأهم لتحقيق العدالة عبر مراجعة الأحكام

تُعد مسألة التعويض عن الضرر المادي من المواضيع القانونية المحورية في النظام السعودي، لما لها من أثر بالغ في تحقيق

مبلغ تعويض الخطأ الطبي من أهم الأسئلة التي يطرحها المرضى المتضررون في السعودية، خصوصًا عند التعرض لأضرار نتيجة إهمال أو